برادة: “المناظرة” تحفز التفكير المشترك

ذكر محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الأربعاء، أن “الوزارة تعتبر البرنامج الوطني للتخييم امتدادا لأنشطة الحياة المدرسية”، انطلاقا من “كون الطفل (المتعلّم) يتعلّم في المخيّم كيف يعيش مع الآخر وكيف يحترم القواعد والضوابط الجماعية ويبادر ويبدع ويتعاون؛ وهي كلها قيم تعزز ما يكتسبه داخل المدرسة، وتساعده في تحقيق التكامل مع الجوانب الاجتماعية والنفسية”.
وأوضح برادة، في كلمة ألقاها نيابة عنه الحسين قضاض، الكاتب العام للوزارة بالنيابة، خلال افتتاح المناظرة الوطنية للتخييم، صباح اليوم الأربعاء، أن “خارطة الطريق 2022-2026- كخطة إصلاحية تشتغل عليها الوزارة لترجمة الرؤية الاستراتيجية للإصلاح والقانون الإطار- أكدت أن تحقيق التحول المنشود في منظومتنا التربوية لا يمكن أن يتحقق عبر تحسين التعلمات فقط؛ بل يتطلب تربية متكاملة تعزز من تفتحهم وتقوي الجوانب القيمية والوجدانية لديهم”.
مسار تطبيقي
أضاف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في الكلمة الملقاة بحضور كل من محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ومحمد كليوين، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، وعدد من المسؤولين، أن هذه الخارطة “جعلت من الأنشطة الموازية والحياة المدرسية أحد أهم جوانبها الكبرى”.
وسجّل المسؤول الحكومي أنها “مسار تربوي متكامل يهدف إلى تنمية المهارات والقدرات الكاملة وتفجير طاقاتهم وتقويم شخصياتهم؛ ما يتقاطع بشكل كبير مع أنشطة التخييم”.
وتابع برادة مشددا على أن “الوزارة تؤكد أن أنشطة التخييم تشكل أحد المسارات التطبيقية لترسيخ أهداف خارطة الطريق، وخاصة ما يتعلق بالارتقاء بجودة التعلمات من خلال التعلم بالممارسة والاكتساب الذاتي، وتنمية الكفايات الحياتية والاجتماعية ودعم الاندماج والمواطن؛ وذلك عبر إشراك المتعلمين في أنشطة جماعية موجهة، ومن خلال الإنصاف وتكافؤ الفرص، ومدخله تمكين أطفال القرى والهوامش، من فضاءات آمنة ومطورة”.
وزاد الوزير: “التخييم يساهم في تحقيق أهداف المدرسة الجديدة التي نتطلع إلى بنائها؛ مدرسة منصفة ومحفزة على الإبداع”.
تفكير مشترك
أوضح برادة أن “هذه المناظرة الوطنية للتخييم نعتبرها محطة متميزة للتقييم والتفكير المشترك حول مستقبل التخييم، كمكون أساسي للتربية وورشا تربويا يعزز قيم المواطنة والتنشئة الاجتماعية”.
وأبرز المسؤول الحكومي ذاته أن “التجربة الوطنية في مجال التخييم أثبتت أن هذا الفضاء يشكل مدرسة للحياة، تساهم في صقل المواهب وتنمية المهارات الحياتية وتتيح للأطفال واليافعين فرصا للتعليم والإبداع وللتعلم الذاتي في سياق جماعي”.
وتحدّث الوزير عن “اشتغال وزارة التربية الوطنية، بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على إدماج التخييم ضمن المنظومة التربوية الشاملة عبر تعبئة الفضاءات التعليمية والتكوينية لاحتضان أنشطة التخييم خلال العطلة، وتوفير الدعم التربوي واللوجيسيتي للأطر المشرفة”.
كما تنكب الوزارة، وفق كلمة المتحدث عينه خلال هذه المناظرة، على “تشجيع المؤسسات التعليمية على تنظيم أنشطة مؤهلة للتخييم ضمن أنشطة الحياة المدرسية كنوادي البيئة والرياضة والموسيقى”.
وعلى مدى يومين، يرتقب أن تعتمد المناظرة الوطنية للتخييم، المنعقدة تحت شعار “برنامج وطني مستدام من أجل طفولة مواطنة وآمنة”، “مقاربة تشاركية تركز على الحوار وتبادل الخبرات في إطار من التشاور والتكامل”.
وتتجسد هذه المبادرة، وفق المنظمين، في “جلسات عامة لعرض التوجهات الرسمية والفكرية، وورشات موضوعاتية لتحليل القضايا واقتراح الحلول والتوصيات، ومعرض لتثمين التجارب والإنجازات وجلسة ختامية لتقديم التوصيات التي ستشكل الأساس لإعداد الاستراتيجية الوطنية للتخييم 2026- 2030”.

تعليقات 0