28 يونيو 2025 21:46
الرئيسيةأخبار اقليميةحقوقي يحذر من للذغات السم الزاحف للأفاعي بوزان

حقوقي يحذر من للذغات السم الزاحف للأفاعي بوزان

سجل إقليم وزان، خلال شهر يونيو الجاري، حالتي وفاة مأساويتين نتيجة لدغات الأفاعي، مؤشرتين على عودة هشاشة المنظومة الصحية بالمناطق الجبلية والنائية إلى الواجهة، خاصة فيما يتعلق بالتدخلات الوقائية والنجاعة في التصدي لهذا الخطر الزاحف.

وشهد الإقليم حالة وفاة رجل سبعيني بجماعة بوقرة، متأثرا بسم أفعى. كما لفظ مسن آخر أنفاسه الأخيرة الأربعاء الماضي بدوار اسفالو التابع لجماعة زومي، في سيناريو مماثل ينذر بتكرار المأساة ما لم يتم تدارك الوضع بتدخلات فعالة.

وفي وقت تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تزويد المستشفيات بالمناطق الأكثر إصابة بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية، وتوزيع كميات كافية من تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب، ومن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي، يواصل السم الزاحف حصد الأرواح جراء ندرة الأمصال المضادة لسموم الأفاعي بالمراكز الصحية المحلية.

وشدد العطافي، في تصريح له ، أن هذا الواقع لا توازيه مبادرات تأهيل العرض الصحي بالمراكز والمستوصفات؛ ما يجعل الساكنة في مواجهة خطر قاتل.

ووصف المتحدث ذاته هذه الوفيات بالنزيف الصامت الذي يفتك بأرواح البسطاء في دواوير نائية، بسبب غياب الأمصال وضعف البنيات الصحية، موردا “لا يعقل أن يظل المواطن البسيط تحت رحمة الزواحف دون أن تبادر الوزارة الوصية إلى وضع حد لهدر الأرواح”.

وطالب الفاعل الحقوقي بإعلان إقليم وزان منطقة ذات أولوية في التزود بالأمصال وإطلاق حملات تحسيسية، داعيا إلى تكثيف حملات التوعية لفائدة السكان وتزويد المراكز الصحية بالجماعات الترابية بالأمصال والأطر الطبية المختصة وتفعيل تدخلات استباقية.

أرقام ومجهودات

يسجل المغرب، حسب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ما يزيد عن 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وما بين 400 و500 حالة من لدغات الثعابين ويعرف فصل الصيف ارتفاعا في حالات الإصابة بلدغات العقارب والأفاعي في بعض الجهات، خاصة بالمجال القروي.

واستبقت لمصالح الرسمية، ممثلة في المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، دخول فصل الصيف لهذه السنة بتزويد المستشفيات الإقليمية والجهوية بحقائب الأمصال المضادة للدغات الثعابين ولسعات العقارب، من أجل التجاوب مع الحالات التي تسجّل باستمرار، ولاسيما خلال هذه الفترة.

وتقلصت نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب من 2,37 في المائة سنة 1999 إلى 0,14 في المائة، كما سجل انخفاض مهم في نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي.

وتستورد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الأمصال المضادة لسموم الأفاعي من الخارج في إطار طلبات تسبق حلول كل موسم صيفي؛ فيما يتم إعداد التركيبة الطبية المضادة لسموم العقارب وطنيا”.

وكانت غزلان العوفير، طبيبة متخصصة في التسممات واليقظة الدوائية بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أكدت، في تصريح سابق لها ، أن الأمصال متوفرة بالمستشفيات الإقليمية والجهوية، على اعتبار إمكانية أن تكون الحالة ذات أعراض جانبية؛ ما يوجب بقاء الفرد المصاب تحت رعاية المصالح المختصة.

وأوردت العوفير، في التصريح ذاته، أنه يتم إخبار المسؤولين داخل المراكز الصحية بطرق التعامل مع الحالات الواردة عليهم وإرسالها بشكل مستعجل إلى المستشفيات الإقليمية والجهوية.

نصائح وتوصيات

للوقاية من هذه المخاطر، تنصح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المواطنات والمواطنين باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي؛ كعدم إدخال الأيدي في الحفر، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة ارتداء أحذية وملابس واقية، وعدم جمع الحطب ليلا والمشي في الأماكن المشبوهة.

ولتجنب تكاثر العقارب والأفاعي بجانب المناطق السكنية، يجب إزالة الأعشاب الموجودة قرب المنازل، وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف، بالإضافة إلى تبليط الجدران الموجودة داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل؛ قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل، وللحيلولة دون إيجاد هذه الحيوانات لمخابئ من الضروري تخزين الخشب والمتلاشيات في أماكن خاصة.

وفي حالة حدوث إصابة، تدعو الوزارة الوصية على قطاع الصحة إلى ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، مؤكدة أن كل تأخير في تلقي العلاج تكون له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي.

وأشار البلاغ إلى أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيماوية أو أعشاب تنتج عنه غالبا مضاعفات خطيرة.