15 نوفمبر 2025 06:53
الرئيسيةإقتصادغلاء العلف يبدد فرح “الكسابة” بالدعم

غلاء العلف يبدد فرح “الكسابة” بالدعم

بددّ “الغلاء” الذي همّ مؤخرا أسعار أعلاف الماشية، لا سيما “النخالة”، فرح “الكسّابة” المغاربة بشروع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في صرف الدعم الحكومي الذي يخص الأعلاف المركبة والشطر الأول من الدعم المخصص للحفاظ على إناث الأغنام والماعز.

وسجّلت أسعار النوع المذكور من الأعلاف، الذي يعتمد عليه مربو الماشية بكثرة، وفق مصادر مهنية، ارتفاعا لافتا خلال الأيام الأخيرة؛ إذ سجّل سعر الكيس الواحد زيادة تصل في بعض المناطق إلى 30 درهما، ليبلغ 130 درهما.

وانتشرت على الصفحات والمجموعات الرقمية المختصة بتربية الماشية دعوات إلى مقاطعة علف “النخالة” على وجه التحديد، متهمة الشركات الموزعة بـ”الجشع واستغلال فرصة توصل الكسّابة بالدعم”، فيما عزا مصدر مهني من البائعين الأمر إلى غلاء أسعار الشعير المستورد، وقلة اشتغال المطاحن خلال هذه الفترة.

وقال جواد كريم، “كسّاب” بمنطقة بني ملال، إن “الزيادة تلازم أثمنة الأعلاف في هذه الفترة من كل سنة، خصوصا في شهر نونبر”، مستدركا بأن “حجمها خلال السنة الحالية أكبر من السنوات الماضية”.

ولفت كريم، في تصريح لصفوة إلى أن “أسعار النخالة سجّلت زيادة قدرها 30 درهما خلال الأيام الأخيرة، بينما عادة لا يتجاوز حجم الزيادة في هذه الفترة من السنة 20 درهما كحد أقصى”.

وعز “الكسّاب” ذاته الأمر، “حسب الاتصالات مع الفاعلين المعنيين، إلى كون عدد من المطاحن متوقفة عن العمل، خصوصا بعد الضجة التي رافقت حديث نائب برلماني عن طحن شركات الورق وتقديمه كدقيق مدعم للفقراء”.

وعن فكرة مقاطعة “النخالة”، قال: “لا يمكن الوثوق في كثير من الداعين إليها، نظرا لاستمرار العقليات القديمة لدى الكسّابة التي تعتبر أن علف الماشية الأساسي هو الشمندر والنخالة”، مشيرا إلى أن “البدائل موجودة، وفي مقدمتها كوك الصوجا، وهو أرخص سعرا، لكن عقليات تأبى الاستبدال”.

من جانبّه، سجّل ميلود الرماح، “كسّاب” بمنطقة شيشاوة، أن “أثمنة الأعلاف حلّقت في الآونة الأخيرة، خصوصا النخالة التي انتقل سعرها من 90 إلى ما بين 120 و130 درهما”.

وأكد الرماح، في تصريح ل،صفوة أن “بعض الكسابة بدؤوا يفكرون في مقاطعة هذا النوع من علف الماشية، لكن الإشكال المطروح يتمثل في غياب البديل؛ فالأعلاف المركبة بدورها مرتفعة الثمن، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 4 دراهم”.

وأضاف المتحدّث نفسه أن “هذا الغلاء بدأ في التبلور منذ 15 أو 20 يوما من الآن، وقد يكون نتيجة لدينامية العرض والطلب”، غير مستعبد أن “يكون المزودون يحاولون، خلال هذه الفترة، التعويض عن الخسائر السابقة”، مشددا على أن “الشركات الكبرى المحتكرة هي من تقوم برفع الأثمنة”.

في المقابل، أوضح عبد الصمد الراجي، بائع أعلاف الماشية عضو جمعية مكثري الحبوب بالمغرب، أن “الغلاء الحاصل في سعر “النخالة” مرده إلى مجموعة من العوامل، ضمنها أن طريقة دعم الأعلاف الموجه لمربي الماشية تغيرت بعد أن كانت الشركات تنتظر بيع المخزون للدولة لتقوم هي بتوزيعه على الفلاحين.

وسجّل الراجي، في تصريح لصفوة، أن “الشعير المستورد بدوره شهدت أسعاره ارتفاعا، حيث بلغت 280 درهما للقنطار”، كما أن “مطاحن كثيرة لا تشتغل في هذه الفترة، بسبب غياب الإقبال”.

وشدد المتحدّث نفسه على أن “أكبر مشكل يسبب غلاء الأعلاف، هو ضعف التساقطات المطرية”، ولم يستبعد وجود دور للمضاربة في هذا الغلاء.