ملء السدود يشهد الاستقرار بالمملكة

وحسب بيانات رسمية لوزارة التجهيز والماء (المديرية العامة لهندسة المياه) فإن مجموع الطاقة الاستيعابية للسدود المغربية بلغ حجماً قدره 16,762.51 مليون متر مكعب؛ فيما تبّين عملية المقارنة استمرار التحسن في المخزونات والاحتياطيات المائية الوطنية بمختلف المنشآت في الأحواض التسعة للمملكة.
وتؤكد المقارنة باليوم نفسه من السنة الماضية حدوث “تحسن بزائد 7.4 نقاط مئوية خلال سنة”، فيما يتوقع أن تشهد النسبة العامة لملء السدود، خصوصا الواقعة في أقاليم معروفة بخصاص مائي أو “إجهاد قوي”، مزيدًا من التراجع في باقي أسابيع الصيف الجاري، ولاسيما مع توقعات رسمية بارتفاع تصاعدي لدرجات الحرارة، بدءًا من الثلاثاء المقبل؛ ما يستدعي “حسن تدبير المخزونات”.
وحسب الأحواض تبيّن من المعطيات الرسمية، المحينة اليوم السبت، تصدّر حوض أبي رقراق قائمة الأحواض المائية الأكثر امتلاءً من حيث الحجم المائي، مسجلا نسبة 63,67 في المائة، بحجم مائي مقدر بأكثر من 692 مليون متر مكعب.
الحوض الممثل لأغلب سدود منطقة الشمال والشمال الغربي للمملكة، وهو “اللوكوس”، جاء ثانياً من حيث نسبة الملء الإجمالي بـ 56,38 في المائة، متبوعاً بحوض “سبو” (49,51 في المائة)، الذي يضم أكبر سدود المملكة (الوحدة)، الذي مازال محتفظا بأكثر من سعته التخزينية بـ 53 في المائة إلى حدود اليوم السبت.
وفي المنطقة المائية “الحرجة” يستمر حوض “أم الربيع” في المعاناة من “انخفاض مزمن” في حقينته، وذلك في الأعوام القليلة الماضية، إذ لم تتجاوز نسبة ملء سدوده إجمالا 11,42 في المائة. وبالنسبة لسد بين الويدان، الواقع في تراب الحوض ذاته، لم تتجاوز نسبة ملئه 15,80 في المائة.
أما حوض “ملوية” فبلغ نسبة ملء اليوم السبت قدرت بـ 33,60 في المائة، مقابل نسبة متوسطة بلغت 47 في المائة في حوض “تانسيفت”، فيما يستمر حوض “زيز كير غريس” في مستويات تفوق نصف المخزونات المائية المتوفرة بـ 54 في المائة.
وفي ظل هذه الوضعية المائية ترتفع أصوات من جمعيات المجتمع المدني الإيكولوجية وفعاليات المناخ مناديةً بـ”ترشيد استخدام المياه” في المناطق التي تعتمد على سدود منخفضة المخزون، داعية أيضا إلى “تسريع مشاريع تحلية المياه ومشاريع الربط المائي بين الأحواض”.
كما تبرز ضرورة “تعزيز الصيانة والاستثمار في السدود الصغيرة والمتوسطة لزيادة فعالية تخزين مياه التساقطات”، في ظل هذه الظرفية الجافة، وتقوية “المراقبة الهيدرولوجية والتخطيط الاستباقي” لمواجهة السنوات الجافة.
يذكر أنه “تم الوقوف على التقدم المحقق في تنزيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، من طرف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية المعنية، خاصة على مستوى إنجاز مشروعين للربط بين الأحواض المائية، الأول يربط حوضي سبو وأبي رقراق، والثاني يربط سدي وادي المخازن ودار خروفة”، وذلك خلال اجتماع للجنة قيادة البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، برئاسة رئيس الحكومة الأربعاء الماضي.
كما أُعلن “الشروع في ملء حقينة 8 سدود كبرى بين سنتي 2021 و2025، وكذا تسريع مشاريع تحلية مياه البحر، بهدف رفع القدرة الإنتاجية من المياه المحلاة إلى ما يزيد عن 1,7 مليار متر مكعب بحلول سنة 2030؛ فضلا عن تعزيز تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة للسقي، وتعديل برنامج السدود الصغرى، وبرمجة وتعديل مشاريع سدود كبرى ومتوسطة في المناطق التي تشهد تساقطات مطرية هامة”.
تعليقات 0