2 نوفمبر 2025 17:52
الرئيسيةأخبار“منتخب U17” يستهل مغامرة المونديال

“منتخب U17” يستهل مغامرة المونديال

يستهل المنتخب المغربي لكرة القدم تحت 17 سنة مغامرته في المونديال بمواجهة المنتخب الياباني يوم الإثنين، في بداية مسيرته في كأس العالم للناشئين التي تنظمها قطر.

هذه الانطلاقة تأتي بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب الشباب المغربي بتتويجه بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة، ما يمنح “أشبال الأطلس” دفعة معنوية كبيرة وثقة في قدراتهم على كتابة فصول جديدة من المجد الكروي.

المنتخب المغربي شارك مرتين في تاريخ مونديال الناشئين، وقد وصل إلى دور الثمانية في آخر نسخة سنة 2023، ما يضفي على مشاركته الثالثة زخما تاريخيا ويؤكد تطور الكرة المغربية على الساحة العالمية.

وتبدو مواجهة اليابان أكثر من مجرد بداية بطولة، إذ تمثل اختبارا حقيقيا لطموح جيل جديد يصفه كثيرون بأنه تجسيد لملامح الكرة المغربية الحديثة، جيل يطمح إلى كتابة فصله الخاص من قصة المجد، تحت قيادة المدرب نبيل باها الذي يخوض التحدي بشعار واضح: اللعب من أجل القيم والطموح.

ويؤمن المغرب بأن لقبه الإفريقي الأخير يمنحه كل الأسباب للتفاؤل؛ ففي أبريل الماضي حجز تذكرته إلى قطر 2025 بفوزه بكأس الأمم الإفريقية تحت 17 سنة، بعد أن هزم مالي، حامل اللقب مرتين 4 /2 بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي.

القوة الدافعة وراء هذا النجاح هي المدرب الشاب نبيل باها، الذي كان مهاجما متمرسا في أوروبا، ويهدف الآن إلى كتابة فصل جديد في مسيرته الكروية.

وفي تصريحاته الأخيرة قال باها: “الخلاصة الأساسية هي أن لدينا جيلا واعدا للغاية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن ثمانية لاعبين في فريقنا ولدوا عام 2009. نحن نعرف نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، وواثقون من قدرتنا على مواجهة أي خصم دون خوف. هؤلاء اللاعبون مستعدون لكتابة فصل جميل في تاريخ كرة القدم المغربية. سنتعامل مع الأمر بتواضع شديد، ولكن بنية الذهاب إلى أبعد من المرة السابقة. نحن نعلم أن المجموعة صعبة، لكن منافسينا سيواجهون أبطال إفريقيا، لذا ستكون الأمور صعبة عليهم أيضا”.

ومنذ تعيينه على رأس الجهاز الفني عمل باها على ترسيخ أسلوب لعب حديث قائم على الاستحواذ والضغط العالي والتحرك الذكي دون كرة، مستفيدا من تجربته الطويلة في الملاعب الأوروبية؛ في تصريحاته قبل التوجه إلى الدوحة أكد أن “الهدف من المشاركة ليس تمثيلا رمزيا، بل تقديم أداء يعكس جودة التكوين المغربي”، مضيفا: “لدينا جيل يؤمن بأنه قادر على مقارعة الكبار بالعقل والتنظيم، وليس بالحماس فقط”.

ويعد عبد الله وزان أحد أكثر اللاعبين الشباب إثارة في إفريقيا، وقد تدرج في صفوف أكاديمية أياكس أمستردام الهولندي الشهيرة. ويساعد لاعب خط الوسط المتميز في التحكم في وتيرة اللعب بينما يساهم أيضا في الدفاع.

وزان، الذي جذب اهتمام ريال مدريد الصيف الماضي، حصل على لقب أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 17 سنة هذا العام، ويأمل أن يكون له الدور الكبير في قيادة المنتخب نحو التألق في هذه النسخة من المونديال.

وسيفتقد المنتخب جناحه الهجومي إلياس بلمختار في المونديال بسبب عدم جاهزيته البدنية جراء الإصابة العضلية التي تعرض لها رفقة فريقه موناكو الفرنسي. ومع ذلك تبدو مجموعة اللاعبين في حالة بدنية ونفسية ممتازة بفضل المعسكر الإعدادي الأخير في مركز محمد السادس لكرة القدم، حيث خاض اللاعبون مباريات ودية أمام منتخبات إفريقية وأوروبية صقلتهم تكتيكيا وبدنيا.

وفي ختام تحضيراته قال باها للاعبين في حديث تحفيزي نقلته الصحافة الرياضية: “أنتم لا تمثلون أنفسكم فقط، بل تمثلون صورة جديدة لكرة مغربية تؤمن بالعمل والتكوين. اللعب في المونديال فرصة للتعبير عن الهوية المغربية بشجاعة وثقة”.

بين طموح والواقعية وحلم المفاجأة يدخل “أشبال الأطلس” معركة الإثنين بعقل بارد وقلب حار، واضعين نصب أعينهم كتابة فصل جديد في مسار كرة القدم المغربية؛ فبعد أن خط الشباب مجدا في مونديال تشيلي، جاء دور الصغار ليقولوا كلمتهم في مونديال الناشئين، وربما ليؤكدوا أن المجد المغربي لم يكن صدفة، بل بداية مشروع طويل الأمد يثمر جيلا بعد جيل