المغاربة يحافظون على روح العيد ويتمسكون بالألفة رغم غياب الأضحية هذا العام

في مشهد مختلف عن السنوات الماضية، حل عيد الأضحى هذا العام وسط أجواء استثنائية ميزها غياب طقس الأضحية، بسبب ارتفاع الأسعار ونُدرة العرض من الأغنام، إذ إن هذا الواقع دفع العديد من الأسر إلى الاحتفاء بالمناسبة بطرق بديلة، مع الحفاظ على الطقوس الاجتماعية والدينية التي ترافق العيد.
وقال أحد المصلين في مدينة الدار البيضاء، إن عيد الأضحى لهذه السنة يختلف عن الأعوام السابقة، نتيجة تعذر أداء شعيرة الذبح، مؤكدا: “مع الأسف، لم نتمكن هذه السنة من القيام بهذه الشعيرة الدينية بسبب غلاء الأسعار وقلة الأضاحي المتوفرة، ونتمنى أن تكون الظروف أفضل في السنة المقبلة”.
وأضاف أن غياب الأضحية لم يلغِ جوهر المناسبة، إذ تحافظ الأسر على صلة الرحم، والأجواء العائلية، والفرحة التي ترافق صلاة العيد رغم كل الظروف.
وفي السياق نفسه، أوضح مواطن آخر أن أجواء العيد مرت بشكل عادي ومثالي، كما في السنوات السابقة، سواء بطقس الأضحية أم لا، معتبرا أن القرار الملكي كان في محله نظرا لقلة رؤوس الأغنام، آملا أن تعرف السنة المقبلة وفرة وتيسيرا في الظروف.
بدوره، أشار أحد المواطنين إلى أن أجواء العيد افتقدت هذا العام أحد أبرز ملامحها بسبب غياب الأضحية، لكنه ثمن قرار الملك في ظل الأزمة وقلة الاكتفاء.
وانتقد المتحدث ذاته سلوك بعض المواطنين الذين تهافتوا على شراء اللحوم في الأسواق الأسبوعية، ما أدى إلى رفع الأسعار، رغم المساعي الرسمية لتخفيف الضغط واحتواء الأزمة.
وفي مدينة الجديدة، صرح أحد المواطنين بأن الضرورة فرضت إلغاء شعيرة الأضحية هذا العام، مؤكدا أن “العيد ليس مرتبطا بالأضحية وحدها، فقد ثبت أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ضحى عن من لم يستطع من أمته”.
وأوضح أن الأجواء كانت متميزة وعادية في الوقت ذاته، وأن المواطنين تقبلوا هذا القرار باعتباره إجراء ضروريا فرضته الظروف، متمنيا أن تعود الأجواء إلى طبيعتها الكاملة في السنوات المقبلة، بما في ذلك ذبح الأضاحي.
من جهته، أكد مواطن آخر من المدينة أن عيد الأضحى لا يقتصر على الذبح فقط، بل يشمل أداء باقي الشعائر الدينية، وتعزيز صلة الرحم، واستحضار قيم الفرح والمشاركة التي تميز هذه المناسبة المباركة.
وفي مدينة أكادير، وتحديدا في حي الدشيرة، أطلق السكان مبادرة فريدة للاحتفال بالعيد عبر تنظيم إفطار جماعي صباح يوم العيد، في خطوة تعكس روح التضامن والتكافل بين الجيران.
وقال محمد، أحد سكان الحي، إن الجيران قرروا إقامة حفل جماعي بمشاركة الأطفال، وسط أجواء أخوية ومفعمة بالطاقة الإيجابية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة لاقت تفاعلا واسعا، وانتقلت إلى أحياء أخرى بالمدينة.
وأضاف محمد أن غياب الذبيحة لم يمنع السكان من الالتزام بقرارات الملك، بل كان حافزا لابتكار طرق جديدة للاحتفال بالمناسبة، مشددا على احترام التوجيهات الرسمية والتفاعل الإيجابي معها.
وأكد أحد سكان الحي أيضا أن إقامة حفل جماعي يعكس رغبة الأهالي في مشاركة الفرحة والحفاظ على طقوس العيد، حتى في ظل الظروف الاستثنائية، في تجسيد لقيم التضامن.
ويتميز عيد الأضحى هذا العام في المغرب بطابع استثنائي، إذ لم تشهد البيوت المغربية طقوس الذبح المعتادة، وذلك استجابة لقرار ملكي رفع عن المواطنين عبء الأضحية، نظرا للظروف المناخية الصعبة التي أثرت على الثروة الحيوانية.
ورغم غياب الأضاحي، لم تغب فرحة العيد، فقد حرص المغاربة على الحفاظ على أجوائه الروحية والعائلية، من خلال تبادل التهاني، وصلاة العيد، واجتماع الأسر حول موائد بسيطة تعكس القناعة والتضامن.
تعليقات 0